ببدا منشوري الأول، ولو أني غير مقتنعة بكلمة منشور حيث أو ربما يكون لها مسمى آخر هنا، على كلًا بداية هذا الموضوع فيها استعانة واستعارة بـ بيت شعري نبطي للشاعر عايد مطلق الشمري يقول فيها:
هل لا يزال التسامح بالبشر موجود؟
ردي علي يا متاهات الزمن، ردّي
حبل التواصل معك يا صاحبي ممدود
قدر معاناة نفسي واحترم ودّي.
يشرح فيه الشاعر ويتسائل عن وجودية مصطلح وقيمة التسامح، هل لا زال لها وجود؟ بمجتمعنا خاصةََ.
ولكن سأنحرف عن المقدمة بشكل خاص وأتوجه لغرضي الأساسي من هذا الموضوع بأكمله ألا وهو (حتمية وجود قيمة التسامح مع العائلة) وأقصد في ذلك الأم والأب، الأخ والأخت ومن هم في منزلتهم، فكيف ذلك؟
وقت ما تصاب بجرح ما، أو صدمة، أو خذلان أو أيٍا من ذلك، مصدره عائلتك، عِـــــــــــــــــش شعورك قد ماتقدر من صدمة ومن زعل ومن سخط ومن ومن، لكن لا تحقد أو تنتقم ولا تقطع الصلة فيهم تمامًا خاصة لو كنت عايش معهم، هنا تكمن قيمة التسامح، سامح جرحهم بعد ما تتأكد بأنك خذيت المساحة كلية من الزعل والصدمة انتقل لمرحلة التسامح، تسامح مع أطباعهم مع حقيقتهم حتّى، لأنك بهذه الطريقة اخترت نفسك، اخترت تستهلك طاقة وفكر وشعور أقل.
تعاملك مع الأطباع الدائمة والأشخاص الدائمين بطريقة التسامح والتقبل=اختيارك أسهل الطرق للراحة والرضا.
مع إن أحيانا أو دائما ما تصل لمرحلة من الكسر او الخذلان الذي يمس صفاؤك ورؤيتك للأمور، لأن العائلة هم الأساس، فتشوش رؤيتك للأمور حتى قد يصل بك الحال لما هو عليه الشاعر عبدالله بن زويبن يوم قال:
اليوم ما عاد به شيٍ يهقويني
الوقت بوّار والنخوات معدومة
يشقى بن آدم وهو مخلوق من طينِ
ويرجع على حفرةٍ بالطين مردومة.
رغم حدة وعمق الشعور إلا أن التسامح لازمٍا وضرورةً ما يكون حاضرا، ناهِيك عن الأسباب الكثيرة لضرورة اتخاذ هذه الخطوة ولكن أنا سأقيس لكم ما أقيس على نفسي، وسأذكر لائحة أو قائمة من (اللاجهزيّات) التي انا غير مستعدة لمواجهتها مقابل عدم مسامحتي لأي فرد من عائلتي:
غير جاهزة بأن أندم على شعور لم اعطه، فكرة زوال الأشخاص هي أكبر بكثير من وجودهم حولنا مع ضررهم لنا، فكرة أعمق وألمها أشد ومختلف جدا عن واقعنا لذلك انتهز هذه الفرصة لأن لا ضاعت الفرصة ترا الموت حسرات.
أنا بالحالتين تربطني بهؤلاء الأشخاص روابط كثيرة، فأما أن أعيش مع هذا الرابط بسلامي النفسي أو يجهل أحدًا علينا فنجهل فوق جهله جهلا، اختار أين تكون.
الحرب مع العائلة نتيجتها خاسرة مهما تعددت الأشكال والصور.
وتعددت الأسباب طبعًا ولكن حربك مع أمك أو أختك أو أباك خاسرة، تجنب الطرق الوعرة وكبر عقلك كثيرًا، لا اقصد بهذا الموضوع بأن يتخلى المرء عن حقوقه أو أهدافه أو أو فتشقى نفسه. بل أقصد موضوع التسامح كأسلوب حياة بينك وبين أفراد عائلتك.
وأنا قلت مسبقًا بأني تعلمت درس بطريقة قاسية، درس التسامح والتقبل، الموضوع أصبح حتمي عشان أكمل وأعيــــــــــش، فالتسامح والتخطّي والتنحي جانبًا ما هي إلا صورة من صور الإحسان للنفس وحبّها، فكيف قد يكون ذلك؟
والقيمة الأخرى بعيدًا عن التسامح وحب النفس، هي قيمة التآلف والمودّة لأفراد العائلة اللي بختتم فيها وعنها كلامي بكلام الشاعر حامد بن سمحه عن أخوانه، يقول بعض الناس ودّه ان معه أخ بالرضاعة، حيث وصفوه بالغلو في حب أخوانه، وقال في أحد قصائده:
ما يرخص الأخوان الا يكون المعيثير
ضعيف سلم ومافي راسه نعارة
اخواني أغلى من صبي العين
وملعون ابو من يرخص اخوانه.
شبَه اللي يرخص أخوانه بالمعثر قليل الشان اللي مافي راسه نعارة يعني حمية.
حتى لو بعض الأخوان فرقاهم راحة، التغيير يبداً منك لا تستهين بأي قيمة جديدة تضيفها لحياتك، أخيرًا وفي الختام إليكم هذا البيت الشعري العميق جدًا الذي للأسف أجهل صاحبه، تأملوا وتعبروا في كلماته.
.
كلامك رائع وصحيح ، لكن التسامح صعب ، صعب جدا خصوصا لما يكون اهلك سبب تشويهك ، مو بس نظرتك للحياه ، بل انتِ تشوهتي ، جسمك روحك عقلك، كله مشوه، هنا التسامح صعب ، والنسيان مستحيل، هنا الهروب منهم وعدم ملاقتهم الحل الوحيد للسلام ، لان مهما الانسان تغير وندم بعد سنين مارح يغير من تشوهك ولو شويه ، العائله احيانا تصير مقبره لك ، تموت كل شي يزدهر فيك ، انا مع التسامح لكن ايضا مع مغادرة المكان الي يؤذيك اذا تحقيق السلام تطلب ذلك.